الوضعية وفرط الحركة

طور د/ بول اهتمامه في طريقة ألكسندر حينما كان يتدرب بصفته اختصاصي روماتيزم في ثمانينيات القرن العشرين. وقد تلقى دروساَ ووجدها دروساً مفيدة مثلما تلقى مرضاه وأفراد أسرته. وبشكل عام تساعد طريقة ألكسندر في اكتشاف الطريقة التي صمم بها الجسم للعمل وبذلك يمكنك العمل وفقاً للتصميم وليس ضده. وكي تصبح في الصورة، فكر للحظة عن تطورنا. حيث أننا تأقلمنا في عملية التطور على المشي على قدمين والوقوف منتصبين. أما أسلافنا فكانوا عبارة عن صيادين أصحاء وأدركوا الأمر على نحو لائق على الأرجح، أما في الحياة العصرية الغربية فأن من بين المشاكل الصحية التي نواجهها هو أسلوب حياتنا المستقر. وبصفتنا الفردية فإننا مسؤولين جزئياً عن هذه المشكلة إذ إننا نميل للاعتداء على أجسادنا بسبب قلة ممارسة التمارين والوضعية السيئة. وإننا في الغالب نستجيب للتوتر العضلي حينما نكون تحت الضغط. وقد يقودنا سن عادات الوقوف غير الصحيح مع مرور السنين إلى الإصابة بتوتر العضل إذ أن الجسم يبذل جهداً في تطويع العادات السيئة لنا. وإذا وضعنا في الاعتبار إزالة التكيف وفرط الحركة أيضاً، عندها ستحصل على وصفة لأعراض الألم.

ومع ذلك قد يمكننا تفادي أو تقليص ذلك على الأرجح إذا استغرقنا الوقت لمتابعة أنفسنا وفهم ما نخطئه من الأفعال، فإذا كانت مصاباً بهذه الأعراض فإن طريقة ألكسندر ستكون مفيدة لك.

وحينما أصبح د/ بول استشارياً في مؤسسة خدمات الصحية الوطنية في مستشفى ويليام هارفي في مدينة اشفورد بمقاطعة كِنت، حالفه الحظ في العمل مع مختلف اختصاصي العلاج الطبيعي الذين كانوا في مرحلة متقدمة من التفكير عند لجوئهم إلى استعمال طرق العلاج الطبيعي. وكان من بين هؤلاء الاختصاصيين اثنين مصابين بفرط الحركة وكانت لهما طريقتهما في علاج المرضى والحصول على النتائج التي أخفق الآخرين في تحقيقها. وقد أدى ذلك إلى إثارة اهتمامه الشخصي بالحالة لأنه كان قادراً على المساعدة. وبينما يظل العلاج الطبيعي عنصراً جوهرياً في العلاج، إلا أنه غير مفيد للجميع (لا سيما إن كنت مصاباً بجهاز عصبي حساس) ولسوء الحظ ليس جميع متخصصي العلاج الطبيعي يمتلكون الخبرات في علاج حالات فرط الحركة. ومن خلال العمل بأسلوب ألكسندر تمكن د/ بول من مساعدة أشخاص أكثر وتوصل إلى أن المرضى المصابين بفرط الحركة وجدوا هذا الأسلوب مفيداً لهم على وجه التحديد، ووجده البعض الأخر قادر على تغيير حياتهم. وحسب خبرات د/ بول، أن الأمر ينجح إذا جمع الفرد بين العلاج الطبيعي المتخصص الذي يعقبه تلقي دروس على أسلوب ألكسندر، ما يسمح للمرضى بعلاج أنفسهم من الأعراض بصورة أسهل.

تختلف منهجية وطريقة اختصاصي العلاج الطبيعي اختلافًا كبيراً عن منهجية مدربي طريقة ألكسندر. ويقيس د/ بول أن المريض يمكنه أن يتصور نفسه على أنه سيارة: ويمكن تصور اختصاصي العلاج الطبيعي على أنه الميكانيكي، أي الشخص المسؤول عن تعظيم فائدة المفاصل وبناء الاستقرار الأساسي، في حين يمكن ربط مدرب طريقة ألكسندر على أنه معلم القيادة، أي يعلمهم كيفية قيادة الجسم بمهارة أكثر.

ما المقصود بطريقة ألكسندر؟

طريقة ألكسندر عبارة عن عملية تعليمية لتحسين وتطوير مهارات الوقفة الطبيعية والحركة، والحد من المشاكل التي تحدثها أنماط التوتر العادية غير المرغوب فيها. وأثناء عقد الدروس يستخدم المدرس التوجيه العملي البسيط والتعليمات الشفهية لمعاونة الطلاب في تعلم كيفية الوعي أكثر بأجسامهم وأنماطهم الاعتيادية في الحركة والتفكير. وبمجرد تعلم هذه الأنماط الاعتيادية، يصبح الطلاب قادرين تدريجياً على تحسين وضعيتهم وحركتهم ببذل مجهود أقل، ومن ثم يقل الضغط الممارس على المفاصل والعضلات. أشار ألكسندر بأن التوافق والوقفة يعتمدان على المحاذاة الديناميكية الطبيعية بين الرأس والرقبة والظهر. والوقوف في وجه هذا التوافق أشبه بتشغيل سيارة باستخدام مكبح اليد. وبدلاً من التركيز على مفاصل وعضلات الفرد، تعمل الطريقة على النمط الكلي للاستجابة الذهنية والبدنية مما يعزز من عمل الوظائف بصورة صحية وكافية بالجسم كله.

يجرى التعليم عادة بين شخصين وقد تشعر بالتغيير في وقت مبكر من الدرس الأول. ورغم ذلك شأنه شأن جميع العمليات التعليمية، فقد يستغرق الأمر دورة كاملة من الدروس لتعليم المبادئ الأساسية للطريقة وكيفية تطبيقها على حياتك اليومية. وسوف تتعلم الكيفية التي تتفادى بها طرق التفاعل والحركة التي تتسبب في حدوث أو زيادة أي أعراض عضلية هيكلية. وإن ممارسة طريقة ألكسندر يمنحك الأدوات لاستغلال أفضل ما لديك عند المشي والاستراحة والتنفس والتعلم. تساعد الطريقة أيضاً في تنظيم الوعي وتركيز الانتباه، ما يتيح خيارات أفضل في التفاعل مع المواقف العسيرة والعودة إلى الوضع المتزن للجسم والعقل. وبالمناسبة ليست الطريقة لتعلم الوقفة المنتصبة فحسب.

فوائد طريقة ألكسندر

تفيد طريقة ألكسندر في الحالات الآتية:

  • آلام الظهر والرقبة والمفاصل.
  • توتر وتيبس العضلات.
  • الوضعية (الوقوف) السيئة.
  • مشاكل وظائف التنفس والنطق.
  • الحالات المتصلة بالقلق والتوتر.
  • بعض الحالات العصبية مثل مرض باركنسون.
  • العناية بالنفس في الحمل والولادة.
  • نميل إلى إهدار الطاقة في التوتر والجهد. لكن مع طريقة ألكسندر فإنك تتعلم التخلي عن التوتر غير اللازم وتخفيف الضغط عن نفسك وإعادة اكتشاف اتزان العقل والجسم. ومع زيادة الوعي يتحسن التوافق والتوازن والحركة بخفة ودون عناء والبقاء في حالة تنبه وتركيز وهدوء وثقة أكثر. يدرك الرياضيين بمختلف شرائحهم قيمة تعلم طريقة ألكسندر باعتبارها جزء من تطوير وتحسين مهاراتهم.

هل للطريقة أي أثار سلبية؟

ولأن طريقة ألكسندر عبارة عن عملية تعليمية وليست علاجاً، فليس لها الأثار السلبية الاعتيادية التي ترتبط بتناول الأدوية أو بعض المعالجات. تتناسب دروس طريقة ألكسندر مع غالبية الناس بشكل عام. كما قد تفيد أيضاً في العلاج التأهيلي بعيد المدى مع المرضى المصابين بمشاكل صحية حادة مثل إصابات العمود الفقري والأقراص المنفتقة وآلام المفاصل الحادة بمجرد المعالجة الطبية لهذا الألم الحاد.

من هو ألكسندر؟

ولد فريدريك ماتياس ألكسندر في تسمانيا بأستراليا عام 1869 وطور أسلوبه في تسعينات القرن التاسع عشر. تعرضت المهنة الواعدة لألكسندر كممثل شاب للخطر بسبب مشاكل الأحبال الصوتية المتكررة. سعى ألكسندر للحصول على مساعدة الأطباء لكن دون نتيجة دائمة. وفي هذا الوقت لم يكن السبب الطبي للمشكلة واضحاً، رأى ألكسندر أنه يمكنه استكشاف ما كان يفعله أثناء القراءة. رصد أفعاله في المرآة وبعد مضي سنين على التجارب الذاتية طور أسلوباً أمكنه من شغل مهنته مرة أخرى. وقد لاحظ أن مشاكل الأحبال الصوتية لم تختفي وحدها بل تحسن في صحته أجمع ووظائفه بشكل عام. ومع الوقت بدأ الآخرين باللجوء إليه لمساعدتهم، وأحال عدد من الأطباء المرضى إليه، وقد تخلى عن القراءة ليتفرغ لتدريس طريقته على أساس احترافي. وقد أدرك أن لو شخص ما اختل توافقه، عندها لن يعول بما يكفي على حسه بجسمه بما يساعده في الوصول إلى تحسنات مفيدة في الكيفية التي يتحرك بها. أدرك أيضاً أن “الطبيعة لا تنجح مع الجزء لكنها تتعامل مع كل شيء كوحدة واحدة”. وللوصول إلى تغيير فعال فمن المهم أن نعمل مع الشخص ككل بما في ذلك أنماطه الفكرية. عام 1904 جاء ألكسندر بهذه الطريقة إلى لندن. وقد نشر أربعة كتب وأسس دورة تدريبية لمدرسي طريقة ألكسندر وظل يدرسها في لندن حتى وفاته فيها عام 1955.

إشادات العلماء وأصحاب المهن الطبية

حصلت هذه الطريقة على إقرار عدد من العلماء، وقد اعترفوا بأن الملاحظات العملية لألكسندر كانت متوافقة مع الاكتشافات العلمية في طب الأعصاب والفسيولوجيا، ومن أبرز هؤلاء العلماء السير/ تشارلز شيرنغتون الحاصل على جائزة نوبل، والذي يعتبر حالياً مؤسس الفسيولوجيا العصبية المعاصرة، وما زالت مدرسة شيرنغتون للفسيولوجيا قائمة في مستشفى سانت توماس، ومن بينهم أيضاً فائز أخر بجائزة نوبل وهو نيكولاس تنبرغن الذي فاز بالجائزة على موضوع “الفسيولوجيا أو الطب” عام 1973، والذي خصص جزء كبير من محاضرته خلال استلام الجائزة على عمل ألكسندر، يمكنك مشاهدة كلمته على الموقع الإلكتروني www.nobelprize.org. ناهيك عن العديد من الأطباء الذين أيدوا عمله وأرسلوا مرضاهم إليه. وفي عام 1937 كتبت مجموعة كبيرة من الأطباء إلى المجلة الطبية البريطانية يحثوها على إدراج مبادئ ألكسندر ضمن التدريب الطبي.

 

آخر الأبحاث العلمية على طريقة ألكسندر

تمتلك جمعية مدرسي طريقة ألكسندر بمجموعتها البحثية التي تباشر متابعة ودعم الأبحاث العلمية الحالية والقادمة. اكتشفت فاعلية طريقة ألكسندر من خلال البحث العلمي الذي تراوح من دراسة الحالات إلى التجارب المصممة بحرص بحيث تخرج منها نتائج قابلة للقياس. نشرت في المجلة الطبية البريطانية عام 2008 أحد تجارب التحكم العشوائية لطريقة ألكسندر مقارنة بممارسة التمارين الرياضية على المرضى المصابين بآلام مزمنة أسفل الظهر، وأخذت هذه التجربة كمثال على الطب القائم على الأدلة.

ونوجز فيما يلي نتائج التجربة:

  • حصول المدرسين المسجلين بجمعية مدرسي طريقة ألكسندر على فوائد بعيدة المدى مع المرضى المصابين بألم مزمن أسفل الظهر باستخدام الدروس بنظام واحد إلى واحد.
  • أثبتت دروس ألكسندر الأربع والعشرون مدى جدواها.
  • وبعد مرور عام على الأشخاص الذين تلقوا دروس على طريقة ألكسندر تعرضوا لمتوسط 3 أيام من الألم شهرياً مقارنة بـ 21 يوم شهرياً باستخدام العناية العادية.
  • وتتضمن إحدى الدراسات الجارية التجربة السريرية العشوائية ويشارك فيها أكثر من 500 شخص يعانون من ألم أسفل الظهر وتمولها جمعية أبحاث التهاب المفاصل بالمملكة المتحدة. تباشر هذه الدراسة تقييم فاعلية الدروس بطريقة ألكسندر بنظام واحد إلى واحد مقارنة بالعناية العادية والوخز بالإبر مقارنة بالعناية العادية. ويرد على موقع جمعية مدرسي طريقة ألكسندر تلخيص على التخصصات الأخرى للأبحاث العلمية القديمة والحالية والتي يمكن الوصول إليها بالضغط هنا.

طريقة ألكسندر وفرط الحركة المفصلي

لا توجد دراسات على فاعلية طريقة ألكسندر على الأشخاص المصابين بفرط الحركة المفصلي. وكشفت التجربة الشخصية لدكتور/ بول أن الطريقة تنجح مع العديد من المرضى.

وترى جولي باربر أحد مدرسات طريقة ألكسندر أنه وفقاً لممارستها “يعاني نصف الناس على الأقل بدرجة ما من فرط الحركة والتي تتراوح ما بين فرط الحركة المعمم إلى متلازمة إهلرز دانلوس”.

“وبشكل عام تساعدك طريقة ألكسندر في اكتشاف الطريقة المصمم بها جسدك على العمل حتى يمكنك العمل مع التصميم وليس ضده. ومع المفاصل مفرطة الحركة يتضمن الجلوس والوقوف غالباً “قفل” المفاصل من طرف واحد من عند مجال حركيتها كطريقة لتحقيق الاتزان بها….. تعلم طريقة ألكسندر طريقة كيفية تفادي القفل مع القدرة على الوقوف والجلوس بشكل مريح – وفي الاتزان – دون الاضطرار إلى بذل مجهود. مع عدم الحاجة بعدئذ إلى “الجلوس منتصباً” لأن الشخص يجلس بطريقة منحنية. وبدلاً من ذلك يمكننا أن نتحدث بسهولة ونجلس منتصبي الظهر وهو ما يمكن الحفاظ عليه لفترات أطول. والأمر ببساطة فإن عدم قفل الركبتين للخلف يمكن أن يؤدي إلى تراجع كبير في مستويات الألم، وعندها يصبح من السهل الانثناء للأمام والعمل في المطبخ والمشي وحمل أغراض التسوق وغيرها من الأنشطة اليومية. ويرجح اختفاء مستويات الألم مع تراجع التوتر، كما قد يتحسن التنفس على الأرجح أيضاً.

تؤدي أحياناً فرط الحركة إلى تقليل الإحساس بوعي الجسم. ومن خلال العمل بطريقة ألكسندر أصبح الناس أكثر تواصلاً مع أجسامهم بطريقة مفيدة، فأصبح بوسعهم معرفة الفرق بين العضلات المتوترة والحركة بما يمكنهم من الاعتناء بشكل أفضل بأنفسهم. تساعد الطريقة في منع سوء الاستعمال وفرط الاستعمال مثل فرط التمدد عند ممارسة التمارين أو تقييد العضلات بصورة مزمنة حول المفاصل في محاولة للوصول إلى الاتزان (المفارقة الكلاسيكية بالجمع بين حالتي “الإفراط” و”الإحكام” في نفس الوقت). وبتراجع التوتر يتحسن الاتزان والتوافق. وتزيد الثقة في قدرة الشخص على الحركة بشكل جيد وكفؤ مع خطورة أقل بالإصابة.  

يستغرق الدارس وقتاً في تعلم طريقة ألكسندر مثلما يستغرق الجسم وقتاً في التغيير. يرصد الأشخاص عامة تحسن بعد أخذ جلسة أو اثنين، ولكن للحصول على الفوائد الكاملة على الدارس أخذ دورة كاملة من الدروس. أما العلاقة بين الطالب والمدرس فتكون على أساس تعاوني بينهما.

تحذير: من خلال تجربتي يحتاج الأشخاص الضعفاء والمصابين بمتلازمة فرط الحركة إلى برنامج تدريب محكم حتى يبنون قوتهم وقدرة تحملهم برفق قبل أن يحصلوا على الفائدة الكاملة من طريقة ألكسندر، فكلا الأمرين ينجحان جيداً معاً. جولي باربر 2016.

وللاطلاع على المزيد عن طريقة ألكسندر، عليكم زيارة موقع جمعية ألكسندر.

د/ فيليب بول – استشاري أمراض الروماتيزم بمستشفى سانت سيفيور، هايث، كِنت.

بقلم د/ حكيم، نشرت المقاولة أول مرة بالمجلة عام 2015، ونشرت على الموقع الإلكتروني في 30/10/2016 – الإصدار الأول.

ترجمتها إلى العربيه د. نجلاء السري ٢٠٢٠١

التعليقات

تعليق من أحد طلاب طريقة ألكسندر: من حوالي 6 أشهر مضت كنت أجلس في المسرح وخطر على بالي فجأة، لم أتابع ظهري! كنت أجلس دون الشعور بألم وانزعاج، ثابت ومنتصب الظهر. ولأول مرة منذ 40 عاماً لم أغير وأبدل موضعي باستمرار للشعور بالراحة. أضفت وألحقت ذلك إلى توليفة من تمارين العلاج الطبيعي وطريقة ألكسندر في نفس الوقت. لقد كان الأمر بطيء للغاية إذ شخصت حالتي مع مرور الوقت بمتلازمة إهلرز دانلوس وأصبحت عضلاتي ضعيفة للغاية وغير متكيفة. لقد كان تحدياً حقيقياً في الربط بينهم جميعاً، لكن بمجرد التفكير في طريقة ألكسندر وجدت مساعدة كبيرة، وحتى بممارسة التمارين البسيطة والزيادة البطيئة لمرات التمرين جعل عضلاتي متيبسة ومتوترة (في حين يبدوا عليها المرونة). ينصح غالبية الناس بالتمدد عند الوصول لهذه المرحلة لكن إن كنت مصاب بفرط الحركة فيسهل عليك التمدد المفرط. أما حالياً فقد تفاديت هذه المشكلة بعد أن وجدت عضلاتي تتحرر باستخدام طريقة ألكسندر، كما سهل علي القيام بتمارين التأهيل الصحي والاستفادة منها بصورة أكبر بعد أن استخدمت التمارين المناسبة في التدريب. لقد كانت طريقة ألكسندر مفيدة حقاً وجزء لا يتجزأ من حالة التعافي المستمرة لدي. أشعر بأنني أكثر اتزاناً وثباتاً واتصالاً. وأصبح شعوري بوعي الجسم أكثر حضوراً ومصداقية، أشعر براحة أكثر برقبتي وأتنفس بشكل أسهل مع زوال حدة الألم بشكل عام. أشعر بتحسن أكثر مما كنت عليه من سنين.

العمل مع الموسيقيين الشباب المصابين بفرط الحركة: شهدنا في السنوات القليلة الماضية زيادة واضحة في عدد الطلاب المصابين بفرط الحركة لا سيما مع صغار النساء في الكلية الملكية للموسيقى والأكاديمية الملكية للموسيقى. يصعب جداً على الشباب الصغار القدرة على العمل لفترات زمنية مستمرة حاملين الأجهزة الموسيقية الثقيلة والحمقاء. ومن بين التحديات الأخرى القدرة على العمل لفترات طويلة مع توخي درجة من التركيز المطلوب للأداء والممارسة. بالنسبة لنا، يبدو الأمر هاماً لمعاونة هؤلاء الطلبة الصغار في إيجاد سهولة بالاتزان أثناء الوقوف والجلوس أوقات عزف الموسيقى. يؤدي هذا الاستقرار عادة إلى ألم أقل أو زوال الألم. كما يفيد أيضاً بالنسبة للموسيقيين تنمية بعض الوعي بأسس التشريح. توفر مبادئ طريقة ألكسندر، المشمولة بالدروس، استراتيجيات مفيدة أثناء عزف الموسيقى فضلاً عن مساعدتهم بالحياة اليومية. ينصب أهمية عملنا في التأكيد على التفكير دون عناء وأن يمنح الوعي الشامل شباب الموسيقيين الخيارات اللازمة لإيجاد موقف وطريقة سهلة وأن يساعدهم ذلك في عملية التعلم.

بيتر باكوك، أستاذ الكمان وطريقة ألكسندر بالكلية الملكية للموسيقى، وجوديث كلينمان، مدرس لطريقة ألكسندر بالكلية الملكية للموسيقى والأكاديمية الملكية للموسيقى.

العمل مدرساً لطريقة ألكسندر مع الإصابة بفرط الحركة: لقد كنت دائماً طفلاً أحدب الظهر، وكانت شقيقتي أكثر أحدباء مني. وكنا نؤدي عروض الجمباز الايقاعي، مستغلين بشكل عام هذه العروض أفضل استغلال. لقد كنت أيضاً غير بارع وغالباً “يلتف كاحلي” لأجد نفسي فجأة منبطحاً على يدي وركبتي. ولما كنت مراهقاً لم اكن قادر ببساطة على الوقوف بوضعية منتصبة، وبعد طفرة كبيرة في النمو بمنتصف سن المراهقة بدوت وكأني مثل الزهرة المتهدلة. وأثناء إجراء الفحوص العادية بالجامعة أخبروني بأنني كنت مصاب باعوجاج الظهر دون إعطائي أي نصيحة. اعتدت غالباً الوقوف على ساقي الأيسر ملتفاً أسفل كاحلي حتى أبدو بشكل “منتصب”. وفي سن الثلاثين أثناء تدريسي لمادة البيانو، أصبت بآلام فظيعة بالرسغين، وهو ما أخذني إلى طريق ملتوي لأخذ دروس في طريقة ألكسندر. وجدت هذه الطريقة مفيدة للغاية وبدأت الأمور تتغير بشكل كبير معي حينما تلقيت دروساً مكثفة. تعلمت في الدروس ألا أقفل ركبتي للخلف – أدى ذلك إلى خلق حالة من الارتباط استمرت معي لفترة طويلة إذ كانت الركبتين لها فكرة لها بالمكان الواجب أن تكون فيه. واصلت لفترة قصيرة السير وركبتي منثنيه قليلاً، وأدى ذلك إلى حدوث مشاكل مختلفة. وبدا لدي أني بدلت تثبيت ركبتي مكان تثبيت الوركين – وحتى أستطيع الوقوف بثبات شعرت أنه علي أن احكم الخناق على شيء ما! لا زلت أعاني من هذه الورطة، لكني أعلم الوقت الذي أتعرض فيه لهذه الورطة. لم يسبق وأن شخصت حالتي رسمياً من قبل بفرط الحركة، رغم تطابق ساقي وذراعي وفخذي وأسفل ظهري مع مواصفات المرض بوضوح. ومنذ أن أصبحت مدركاً لهذه المشكلة من تلقاء نفسي، أدركت كم من طلابي يعانون من مشاكل مع فرط الحركة بمنطقة أو أكثر من الجسم، وبعض هذه المشاكل حاد للغاية. وغالباً كان الأشخاص الذين بدا عليهم في بدء الأمر التوتر وعدم إدراك الشعور بمفاصلهم هم الذين ظهر عليهم التمسك بالآلات بقوة حتى لا يتعرضون للسقوط. تساعد طريقة ألكسندر على استعادة الشعور بوعي الجسم إلى هذه المناطق والتخلص من التوتر العضلي غير اللازم وممارسة التمارين بأمان حتى تنمو القوة داخل المفاصل. ومنذ ثلاث سنوات مضت بدأت تلقي دروس في اليوغا، وفي البداية أصبت نفسي مراراً، رغم أن المدرس كان حساساً للغاية وغير مندفع. لقد استغرقت فترة حتى أتعلم كيفية عمل الحركات دون التمدد المفرط – يبدو أن الأشياء التي يبدو عليها “السهولة” هي نفسها التي تسبب المشاكل. أفكر دائماً أنه لولا طريقة ألكسندر لكنت في ورطة حقيقية إلى الآن، لكن لحسن حظي حصلت على هذه الأداة الرائعة للحفاظ على حالتي بوضع جيد مع تقدم العمر. بقلم مادي باكسمان.