التواء اعلي الكاحل
ما هو التواء اعلي الكاحل؟
تمت تسمية ” التواء اعلي الكاحل” لكي يتم تمييزها عن “التواء الكاحل السفلي”. ولربما تكون قد سمعت بهذا المصطلح أثناء مشاهدتك لمباريات كرة القدم أو البرامج الرياضية الأخرى. يحدث التواء اعلى الكاحل عند الأربطة العليا للكاحل (والتي يطلق عليه أيضًا التناذر)، وهي تختلف في موقعها عن الأربطة الموجودة بالجزء الخارجي من الكاحل و التي هي تعتبر أكثر شيوعا و أكثر إصابة. تربط أربطة الكاحل العليا بين عظمة الساق و العظمة الشظوية، إنه لمن المهم أن يكون هناك ثبات بين عظمة القصبة والشظية عند هذا المستوى لأن المشي والجري يضعان قدرًا هائلاً من الحِمل عند هذا التقاطع. يحدث التواء أعلي الكاحل والذي يُطلق عليه أيضًا التناذر، عندما يكون هناك تمزق وتلف في أربطة الكاحل العليا. هذه الإصابات أقل شيوعًا من التواء الكاحل التقليدي.ارتباط مرئي
الأعراض
إذا كان هناك كسر مصاحب للإلتواء حول الكاحل، فعادة لن يتمكن المريض من تحمل أي وزن على القدم / الكاحل وغالبًا ما يحتاجون إلى الجراحة. إذا لم يكن هناك كسر مصاحب لإلتواء الكاحل ، فسيلاحظ المرضى زيادة الألم عند القيام بأي من الأنشطة البدنية التي تتسبب في ثني الكاحل حيث أن هذا الأمر سيؤدي إلى تمدد الأربطة المصابة. وبالنسبة للأنشطة الأكثر حدوثا ألا وهي صعود السٍلم فإنه يتم فيه تحميل مفصل الكاحل لوزن الجسم ويتم دفع عظم الكاحل لأعلى مما يؤدي إلى الضغط على أربطة الكاحل العليا.
الأسباب
يحدث التواء أعلي الكاحل نتيجة للإلتواء أو الدوران الخاطئ. هذا الأمر يعد شائعا في الأوساط و الألعاب الرياضية، وخاصة الرياضات المؤثرة. غالبًا ما يتسبب دوران الكاحل للخارج في حدوث تمزقات، حيث أنه عندما يتم توجيه القدم نحو الخارج. يمكن أن يحدث التواء أعلى الكاحل أيضًا في حالات الكسر التي تتم عند الكاحل. في بعض الحالات، يتمزق الرباط الموجود في الجزء الداخلي من الكاحل (عند العضلة الدالية). وفي هذه الحالة، تحدث الإصابة عند الجزء المشار إليه في الرسم البياني بالسهم الأزرق ألا وهو العضلة الدالية ، مرورا بالأربطة العليا للكاحل (تناذر) وصولا إلي الساق من خلال الشظية. يؤدي هذا إلى كسر الشظية عند مستوى عالٍ جدًا. يسمى هذا النوع من الكسر بكسر ميزونوف. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من إلتواء أعلى الكاحل دون وجود كسر، فإنهم يمكن أن يكونوا قادرين على تحمل الوزن، ولكن سيشعرون بنوع من الألام فوق المفصل الذي يربط ما بين عظمة الظنبوب والشظية فوق مستوى الكاحل مباشرةً. وهذا يحدث أعلى من المنطقة التي يحدث فيها الالتواءات التقليدية .
التشريح
كما هو مذكور أعلاه ، فإن التناذر أو “التواء اعلى الكاحل” يحدث عند منطقة الإرتباط ما بين القصبة والشظية ويسمح هذا الإلتواء لبعض الدوران. وهناك ثلاثة مكونات رئيسية في تجمع الأربطة هذا. (توصل الأربطة “العظام ببعضها” مما يمنع العظام من الابتعاد عن بعضها البعض وتحافظ على الحركة الطبيعية للعظام، بينما تربط الأوتار “العضلات بالعظام”، مما يسمح لها بتحريك أجزاء الجسم).
- يسمى الرباط الأول: الرباط الظنبوبي الشظوي الأمامي السفلي ، أوAITFL ، والذي يمتد أمام العظمتين.
- يسمى الرباط الثاني: الرباط الظنبوبي الشظوي الخلفي السفلي ، أو PITFL ، والذي يمتد في المنطقة الخلفية.
- الغشاء الفاصل ما بين العظام (IO) يمتد بمنتصف العظمتين ويوفر دعما كبيرا لكلا العظمتين.
التشخيص
عادة ما يعاني المرضى الذين هم مصابون بتمزق في أربطة أعلي الكاحل بألم أعلى بقليل من مستوى الكاحل، وبالتالي فإنهم يعانون من ما يطلق عليه التواء أعلى الكاحل. وقد يظهر رخاوه عند الرباط الدالي إذا كانوا مصابين بكسر ميزونوف ، كما هو مذكور أعلاه. وإنه لمن المهم أن يتم لمس هذه المنطقة لتقييم ما إذا كان الألم مرتبط بأربطة الكاحل الجانبية أو العلوية. قد يقوم الجراح المتخصص (في عظام القدم والكاحل) بإجراء اختبارين يطلق عليهما (اختبار الضغط واختبار الدوران الخارجي) لتقييم الحالة. بالنسبة لإختبار الضغط فإنه يتم عن طريق الضغط على الساق تحديدا منطقة أسفل الركبة مباشرة لمعرفة ما إذا كان الألم ينتشر إلى منطقة الكاحل أو لا، مما يشير إلى التواء في الكاحل. وبالنسبة لإختبار الدوران الخارجي، فإن الجراح يقوم بثني ركبتك ووضع كاحلك في الوضع القائم أو (90 درجة) أي أن القدم و الساق يشكلان زاوية قائمة، ويتم لف القدم إلى الخارج. إذا كان هناك ألم في منطقة الكاحل ، فهذا يشير إلى وجود التواء في الكاحل. كما أن الأشعة إكس تعتبر مهمة جدا. حيث انها ستساعد المختص في عملية البحث عن وجود عظم مكسور. كما أن هناك حاجة للقيام بثلاث مناظر للكاحل بما في ذلك منظار للساق بأكملها. وقد يشير كسر في الجزء الخلفي من قصبة الساق إلى إصابة في أربطة الكاحل العليا نظرًا لأن هذا هو المكان الخاص (بالرباط الظنبوبي الشظوي الخلفي السفلي) ولمن المهم أيضًا فحص المساحة الفاصلة ما بين عظمة الظنبوب والشظية حيث تحافظ الأربطة العليا على هذه العظام في موضعها. ويمكن للجراح أيضا أن يستخدم بعض من خواص التصوير الخاصة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، لتقييم العلاقة ما بين القصبة والشظية.
العلاج
إن الهدف من ورا هذا العلاج هي تحريك الساق والشظية إلى المواضع الصحيحة فيما يتعلق ببعضها البعض والتعافي علي هذه الوضعية الصحيحة. مما يسمح لمفصل الكاحل أن يعمل على النحو المنشود. ولمن المهم جدًا ملاحظة أن إصابات (التواء أعلى الكاحل) قد تستغرق وقتًا أطول في التعافي عن حالات الإصابة بإلتواء الكاحل “المنخفض”. إذا كان لديك التواء ولكن ليس لديك كسر في العظام ، فإن العلاج الذي ينصح به بعد الإصابة مباشرة هو إراحة الساق، ووضع الثلج عليها لمدة 20 دقيقة (كل ساعتين أو ثلاث ساعات) وضغط الساق برفق باستخدام غلاف ، ورفع الساق ممسكا بأصابع القدم إلي مستوي أعلى من الأنف. قد يكون لدي المصاب رخاوة تتطلب منه إرتداء حذاء خاص للمشي القابل للخلع بسهولة. وقد يشمل العلاج الطبيعي تقوية الأوتار الموجودة على الجزء الخارجي من الكاحل والتي تسمى الشظايا، بالإضافة إلى استعادة الحركة في الكاحل والعودة إلى قيامه بأنشطته. قد يستغرق الأمر قرابة (الستة إلي ثمانية أسابيع) للعودة إلى القيام بالأنشطة الطبيعية. ولكن في بعض الأحيان قد يستغرق وقتًا أطول. إن القاعدة العامة تقول أن العظام تستغرق قرابة الستة أسابيع للتعافي بينما الأنسجة الرخوة (مثل الأربطة) فقد تستغرق حوالي ثلاثة أشهر للتعافي. من المؤشرات الجيدة على استعدادك للعودة إلى ممارسة الرياضة هو أن تقفز على القدم 15 مرة. يُعد اختبار القفز هذا مقبولاً إذا لم يكن هناك اتساع واضح بين عظم القصبة والشظية وفقا لأشعة إكس. اما إذا كان هناك اتساع (أو ما يسمي بالإنبساط) أو إذا كان هناك كسر في العظام، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية. هناك نقاش حول كيفية إصلاح هذه الإصابات بشكل صحيح، ولكن الفكرة هي إعادة الشظية والقصبة معًا مرة أخرى وتثبيتها إما بمسامير أو بأجهزة جديدة وقد يتطلب الأمر خياطة، وهي نفس نوع المواد المستخدمة لإغلاق الجروح.
التعافي
وكما ذكرنا في السابق، أن حالات إلتواء أعلى الكاحل تتطلب وقتا أطول بكثير من حالات التواء الكاحل المعتادة. أما في تلك الحالات التي حدث فيها انفصال لعظام القصبة والشظية أو حدوث كسر وكانت هناك حاجة ضرورية لعمل جراحة، فسيحتاج المريض إلى عدم تحميل الوزن علي القدم و من ثم وضعها في قالب ثم استخدام حذاء للمشي لمدة 12 أسبوعًا تقريبًا. ولمن المهم القيام بالحركة مبكرا حيث ان هذا الأمر سيعود بالسلب علي حالة التعافي. ولكن يجب الإستعانه بالمعالج الفيزيائي للقيام بتحريك الكاحل و للمساعدة في تجنب التيبس. عادة ما يتم إزالة البراغي في جراحة ثانية (صغيرة) قبل السماح بتحمل الأوزان حتى لا تنكسر. ستكون النتائج جيدة بشكل عام إذا تم التعرف على الإصابة ومعالجتها بشكل صحيح. ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون لديك بعض الصلابة في الكاحل بعد التواء اعلى الكاحل مقارنة بحالات التواء الكاحل التقليدية. هذا صحيح وخصوصا إذا كان هناك كسر.
المخاطر والمضاعفات
يمكن أن يحدث تصلب في الكاحل. ومن ثم فإنه في حالة إجراء الجراحة، يمكن أن يصاب المرء بعدوى أو تلف في أحد الأعصاب التي توفر الإحساس في الجزء العلوي من القدم وهو ما يطلق عليه إسم العصب الشظوي السطحي. وذلك لأن هذا العصب يمتد بالقرب من الجزء الخارجي من الساق حيث يتم إجراء الشق بشكل عام. ويمكن أن يتطور الأمر لأن يصل لحالة التهاب المفاصل بسبب الإلتواء الشديد وقد يحدث تلف لغضروف الكاحل في وقت الإصابة الأساسية.
الأسئلة الشائعة
- هل يجب أن أقلق إذا كنت أعاني من إلتواء الكاحل ولم أشعر بتحسن بعد ستة أسابيع؟
نعم. ربما يكون من المفيد مراجعة جراح العظام المختص بعلاج القدم والكاحل لتقييم ما إذا كانت هناك أي إصابات أخرى. و في بعض الأحيان، يستغرق التواء أعلى الكاحل كل هذا الوقت أو أكثر للتعافي. ولكن من الحكمة التأكد من عدم وجود أي إصابات أخري.