PERONEAL TENDINOSIS

ما المقصود بالتهاب الوتر الشظوي؟

تقع الأوتار الشظوية خارج الكاحل خلف العظام مباشرة وتسمى “الشظية/ القصبة الصغرى”. والتهاب الوتر الشظوي هو الاسم الذي يطلق على تضخم هذه الأوتار وزيادة سمكها وتورمها. ويحدث هذا الالتهاب عادة من فرط الاستعمال مثل النشاط المتكرر الذي يهيج الوتر على فترات زمنية طويلة.Visual Link

الأعراض

عادة يحدث التهاب الوتر الشظوي لدى الأشخاص الذين حاولوا عمل تمرين جديد أو زادوا على أنشطتهم بصورة ملموسة. ومن بين أبرز هذه الأنشطة مارثون الجري أو غيرها من الأنشطة التي تتطلب الاستعمال المتكرر للكاحل. يشعر المرضى عادة بألم حول المنطقة الخلفية والخارجية من الكاحل. وليس هناك تاريخ مرضي لإصابة محددة.

الأسباب

تؤدي الجلسات التدريبية غير الصحيحة أو الزيادات السريعة في التدريب والأحذية غير الملائمة إلى الإصابة بالتهاب الوتر الشظوي. كما أن الأشخاص أصحاب الأقدام مرتفعة التقوس أكثر عرضة للمرض بسبب التفاف الكعب للداخل بشكل طفيف مما يزيد من عمل الأوتار الشظوية للف الكاحل إلى الخارج. وكلما زاد عمل الأوتار كلما كانت احتمالية إصابة المرضى بالتهاب الوتر أكثر. 

التشريح

تربط الأوتار العضلات بالعظام وتسمح لها بممارسة قوتها على المفاصل التي تفصل بين العظام وبعضها أما الأربطة على الناحية الأخرى تربط العظام بالعظام. هناك وتران شظويان تمر على المنطقة الخلفية من القصبة الصغرى، يسمى الوتر الأول “عضلة الشظية الصغيرة”، وسميت بذلك لأنها تحتوي على عضلة أقصر وتبدأ من الجزء السفلي بالساق، ثم التي تمر للأسفل حول العظام وتسمى “القصبة الصغرى” بالوجه الخارجي من الساق وتتصل بالعظم المشطي الخامس بجانب القدم. واخذت عضلة الشظية الطويلة اسمها نظرًا لاحتوائها على مسار أطول. تبدأ هذه العضلة من أعلى بالساق وتمر من هناك إلى أسفل القدم حيث تتصل هناك بعظم المشط الأول بالجانب الأخر. يتشارك كلا الوتران في المهمة الكبرى وهي لف الكاحل إلى الجهة الخارجية. تحفظ الأوتار داخل شق في المنطقة الخلفية للقصبة الصغرى وتغطى بنوع من نسيج الرباط يطلق عليه اسم “رباط القيد”.

التشخيص

سيسجل جراح القدم والكاحل تاريخك المرضي ويجري فحص للتوصل إلى التشخيص. يفيد معظم مرضى التهاب الوتر الشظوي فرط استخدام الوتر في التمارين وزيادة سريعة في أخر نشاط أو أخطاء تدريبية أخرى مع الشعور بالألم في المنطقة الخلفية والخارجية من الكاحل. وقد تشعر بالألم خلال الفحص حينما يلمس الجراح الأوتار الشظوية. ومن الأهمية التفريق بين هذا الألم والألم بالقصبة الصغرى، وهو ما يشير إلى وقوع مشكلة أخرى. يحدث الألم بالقصبة الصغرى بالعظام مباشرة، أما الألم في الأوتار الشظوية بعد العظام بقليل، وقد تشعر أيضاً بألم حينما تلف القدم من الداخل إلى منتصف الجسم وضعف حينما تحاول تحريك القدم إلى الخارج. سيبحث الجراح أيضاً عن تقوس الكعب، ما يعني أن اتجاه الكعب للداخل. عادة تكون الأشعة السينية لالتهاب الوتر الشظوي طبيعية، أما الأشعة بالموجات فوق الصوتية فهي فعالة للغاية في تقييم الأوتار وقد تظهر بنتائجها أشكال خارجة عن المألوف أو تمزق، وقد تظهر أشعة الرنين المغناطيسي وجود تمزق أيضاً.

العلاج بدون التدخل الجراحي

تعالج الغالبية الكبرى من المصابين بالتهاب الوتر الشظوي بدون تدخل جراحي، وهذا سببه الإصابة من فرط الاستخدام وتعالج بالتزام الراحة، أما إذا كان الشعور بالألم كبيراً فإن ارتداء حذاء تقويمي للمشي لعدة أسابيع تعتبر فكرة جيدة، وإذا لم يشعر المريض بألم عند المشي فقد يكون رباط الكاحل هو الخطوة التالية. عليك تقليص قدر المشي أو الوقوف لحين زوال الألم، ويستغرق ذلك عادة عدة أسابيع، وبعد انقضاء هذه الفترة يمكنك استئناف التدريب لكن ببطيء شديد وحسب حالة الألم. وبالنسبة للمرضى أصحاب التقوس ننصحهم بارتداء جهاز تقويمي لإمالة الكاحل إلى الجهة العكسية فهو يساعد على تخفيف الضغط على الأوتار، ومن الهام التحدث مع طبيبك عن تعديل التدريب، ويتضمن ذلك استعمال أحذية جديدة للجري أو للتدريب المتعدد بديلاً عنه. كما أن العلاج الطبيعي هاماً للغاية في تقوية الأوتار.وهناك استخدام متزايد للبلازما الغنية بالصفائح الدموية والحقن بالخلايا الجذعية لمساعدة المريض على التعافي، ورغم ذلك فالبحث العلمي على هذا الموضوع محدود، أما حقن السترويد لا تصرف بانتظام نظراً لخطر التسبب في التمزق التام.

العلاج بالتدخل الجراحي

قد ينصح طبيب القدم والكاحل بالعلاج الجراحي إذا استمر الألم، وقد يستمر العلاج بدون التدخل الجراحي لمدة عام قبل التفكير في الجراحة. وإذا كان هناك تمزق، والمقصود انشقاق يمر بطول الأوتار، عندها قد ينظر الطبيب في مسألة ترميم الوتر، وأحياناً يساعد تعميق الشق الموجود خلف عظام القصبة الصغرى في توفير حيز أكبر للأوتار ويساعد أيضاً. وأخيراً إذا كان المرض متمكن من الوتر، عندها يحتاج الجراح إلى قطع الوتر وربطه بالعضلتين الطويلة والقصيرة. ويجب التركيز في العلاج على الوتر المعني فقط.

التعافي

يتعافى المرضى تعافياً تاماً في العادة لكن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، عليك التحلي بالصبر وإتاحة الفرصة للوتر على التعافي قبل العودة إلى الأنشطة، ويستغرق التعافي وقت كبيراً إذا كانت حالتك بحاجة إلى الجراحة. وقد يطلب منك الطبيب عدم تحميل الوزن على الساق لحوالي ست أسابيع، كما من المرجح أن يطلب منك جراح القدم والكاحل البدء في العلاج الطبيعي بمجرد استعدادك لذلك.

المخاطر والمضاعفات

في حال العلاج بالجراحة، فيكون هناك خطر، شأنها شأن جميع العمليات الجراحية، الإصابة بالتهاب أو مضاعفات بالجرح، وقد يقع تضرر بالعصب وتحديداً العصب الربلي الذي يمر من الجهة الخارجية بالكاحل بالقرب من الأوتار ويوصل الإحساس إلى الجهة الخارجية من القدم.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

  • ماذا سيحدث إذا لم يعالج التهاب الوتر الشظوي عندي؟

إذا لم يعالج التهاب الوتر فيمكن أن يحدث تمزق بالوتر، كما يمكن أن يؤدي ضعف الأوتار إلى حدوث تشنج بالكاحل أو قلقلة مزمنة بالكاحل، وهو ما قد يتسبب في إلحاق ضرر بالغضروف الواقع داخل مفصل الكاحل.

  • ما الفرق بين بين التهاب الوتر واعتلال الوتر؟

في التهاب الوتر يحدث التهاب حاد بالأوتار، وعادة يحدث ذلك بعد التعرض لإصابة مباشرة بمدة زمنية قصيرة، أما اعتلال الوتر فهو عبارة عن ألم مزمن في الأوتار يفضي إلى تضخم الوتر وزيادة سمكه.