ما هي متلازمات فرط الحركة ؟

ما هو فرط الحركة؟

فرط الحركة هو مصطلح يستخدم لوصف القدرة على تحريك المفاصل خارج إطار النطاق الطبيعي للحركة. ويٌعد فرط حركة المفاصل أمرا شائعا بين عموم الأشخاص. وقد يكون موجودًا في مفاصل معينة فقط أو قد يكون منتشرًا بالجسم. وهو أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة والمراهقة وما بين الإناث والأجناس الآسيوية والأفرو-كاريبيه. وقد يؤثر ذلك على تقليل المعدل العمري للمصابين به. وبالنسبة لعدد كبير من الأشخاص، لا يكون لفرط الحركة بالمفاصل أي عواقب طبية وعادة لا يؤدي إلى ظهور أعراض معينة. كما يمكن اعتبار فرط الحركة ميزة لدى بعض الأشخاص، فعلى سبيل المثال، يمكن اختيار الرياضيين ولاعبي الجمباز والراقصين والموسيقيين على وجه التحديد بسبب نطاق حركتهم الزائد.

ما هي متلازمات فرط الحركة؟

بالنسبة لمجموعة صغيرة من الأشخاص، بدلاً من أن يكون فرط الحركة أمرا مفيدًا فقد يرتبط الأمر بمجموعة من الاعراض ومنها إصابات المفاصل والأربطة والشعور بالآلام والتعب. يمكن أن يكون فرط الحركة أيضًا علامة على إصابة أساسية أكثر خطورة، والتي غالبًا ما تنتقل عبر الأجيال. تُعرف هذه الحالات باسم الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة (HDCT).

عندما يقوم المستشارين الطبيين بإستخدام عبارة “متلازمات فرط الحركة” فإنهم يشيرون بهذا المصطلح إلى مجموعة من الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة. ومن هذه الاضطرابات “فرط الحركة المصحوب بأعراض” والذي يعد إحدى الأمور الشائعة.

ولكن الأمر الأكثر شيوعًا في هذه الاضطرابات هو متلازمة فرط حركة المفاصل أو الاضطراب الطيفي لفرط الحركة (HSD)، والذي اعتاد الكثير من الخبراء على اعتباره جزءًا من نفس الطيف مثله مثل متلازمة إهلرز دانلوس لفرط الحركة (hEDS). تشمل الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة أيضًا أنواع أخرى نادرة الحدوث وهي أنواع من متلازمة إهلرز دانلوس مثل (الأنواع الكلاسيكية من هذه المتلازمة (cEDS) والنوع الذي يصيب الأوعية الدموية (vEDS) ومتلازمة مارفان وتكوّن العظم الناقص ومتلازمة ستكلر.

إنه لمن المهم أن ندرك أن لكل واحدة من هذه الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة له أعراضه ومضاعفاته المختلفة، ولكن هناك بعض من القواسم المشتركة بين هذه الإضطرابات. فعلى سبيل المثال متلازمة مارفان ومتلازمة إهلرز دانلوس الوعائية، قد يكون لها مضاعفات تهدد الحياة وبالتالي لها احتياجات مختلفة تمامًا عن غيرها من الاضطرابات. كما أن متلازمة إهلرز دانلوس الكلاسيكية من المحتمل أن يكون لها أعراض أكثر حدة وتختلف عن متلازمة إهلرز دانلوس لفرط الحركة. وفي حالة تكوٌن العظم الناقص يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بكسور إما بشكل عفوي أو حينما يصطدم بشيء ما بصورة بسيطة.

ما هي القواسم المشتركة العامة للأعراض الجسدية التي يمكن ملاحظتها في حالات متلازمات فرط الحركة؟

بالنسبة لغالبية الأشخاص الذين يعانون من متلازمات فرط الحركة فإنهم يتأثرون بهذه الإصابة بشكل بسيط ويهدٌف مقدمي الرعاية الصحية والاخصائيين الاجتماعين والمنظمات التطوعية بأن توفر الدعم للأشخاص الذين يعانون من هذه الإصابات وتشجيعهم للتغلب على العقبات التي قد تواجههم والمساعدة في حل مشاكلهم والبقاء بصورة جسديه أقوى. لابد من توفير الدعم المناسب لهم، حيث يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بمتلازمة فرط الحركة الاستمرار في عيش حياة طبيعية إذا تمت إدارة حالتهم بالشكل الجيد.

ومع ذلك، قد ترتبط بعض الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة بمجموعة من المشاكل المعقدة والمتعددة. هناك أيضًا وعي متزايد بأن بعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض “بسيطة” خلال اصابتهم بمتلازمات فرط الحركة قد يعانون من مضاعفات تتجاوز فرط الحركة والألم ، والتي تشمل الاضطرابات اللاإرادية.

في حالات الاضطرابات الوراثية للأنسجة الضامة، تتأثر بروتينات الأنسجة الضامة في الجسم والتي تمنح الجسم قوته الذاتية. كما تكون مفاصل الجسم مرتخية نظرًا لوجود أنسجة ضامة متمددة ومرنة جدا وخصوصا الأربطة والأوتار (الأنسجة الرخوة). يمكن للأشخاص الذين يعانون من فرط الحركة أن يصابوا بإصابات في أنسجتهم الرخوة الموجودة حول المفاصل بسهولة لأن مفاصلهم يمكن أن تلتف بسهولة وقد تنخلع مفاصلهم جزئيًا (“خلع جزئي”)، أو في بعض الحالات يحدث للمفاصل خلع كامل. ولمن الجدير بالذكر أن أغلبية الأشخاص الذين يعانون من فرط الحركة يتعافون من الإصابة بشكل كامل (على الرغم من أن هذا قد يكون أبطأ من المعتاد)، في حين يتعافى الآخرون بصورة جزئية فقط أو يتم اصابة اجزاء مختلفة من أجسامهم بشكل متكرر. 

تسمح العيوب الهيكلية التي تكون موجودة في بروتينات النسيج الضام بالصدمات الدقيقة، وغالبًا لا تظهر هذه العيوب في الفحوصات الطبية مثل أشعة الرنين المغناطيسي، ويمكن أن تحدث هذه الصدمات بشكل متكرر في نفس منطقة النسيج الضام دون الوصول لمرحلة الشفاء التام. وقد تسبب الإصابات المرتبطة بمتلازمة فرط الحركة في حدوث ألمًا “حادًا” فوريًا ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى “ألم مستمر” طويل الأمد، والذي يمكن أن يكون شديدًا وممتدا.

قد يتأثر الجلد والأعضاء الداخلية أيضًا بهذه الاضطرابات، حيث يوجد النسيج الضام في جميع مناطق الجسم. بالنسبة للبعض، يمكن أن يتسبب هذا في مشاكل إضافية ومنها مشاكل الجهاز الهضمي والجهاز العصبي اللاإرادي ومشاكل في وظائف المثانة.

يمكن أن تختلف شدة الأعراض وفقا للمفاصل المصابة، كما أن مستوى الألم والتعب الذي يعاني منه المصابون بمتلازمة فرط الحركة قد يختلف اختلافًا كبيرًا من يوم لآخر. ويمكن أن تعيق هذه الأعراض المصابين من إمكانية قيامهم بأنشطة الحياة اليومية أو الدراسة أو العمل. يمكن أن يصبح الألم المصاحب لهذه الحالة واسع الانتشار ومستمرًا وقد يتم تشخيص ذلك بصورة واضحة أو الخلط بينه وبين حالة أخرى تسمى الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا).

من الأعراض الشائعة الأخرى التي تظهر على المصاب: التعب الشديد والذي قد يستمر معه، على الرغم من قيام المصاب بكلا من الراحة و النوم الليلي المناسب. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون السبب في الإرهاق العضلي المبكر هو اضطرار العضلات إلى العمل بقوه لتثبيت المفاصل. يمكن أيضًا الخلط ما بين التعب الناتج عن متلازمات فرط الحركة وبين حالات يطلق عليها إسم متلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ النخاعي العضلي (ME). وإنه لمن المهم إجراء التشخيص الصحيح، لكي يتم تحديد النهج العلاجي الصحيح مثل العلاج الطبيعي أو العلاج المهني أو إدارة الألم.

المصدر: د. ألان حكيم، المستشار الطبي، كلير سميث –

تمت المراجعة في مايو 2015، و روجعت مرة أخرى في مارس 2017، ولمن المقرر لها أن يتم مراجعتها في مارس 2019 ترجمتها إلى العربيه  د. نجلاء السري٢٠٢١.